الأحد، 7 أكتوبر 2018

تقريركفل حارس تعيش في ظلام دامس


شوارع تخلو من المارة, وهدوء يعم القرية, طلاب في مدارسهم, وأمهات في بيوتهن, وكل منشغل بعمله, أجواء كانت تعم قرية كفل حارس ظهيرة يوم الخميس من شهر أيلول من العام الحالي, ليتفاجأ فيه الأهالي من اقتحام قوات الاحتلال لقريتهم, وإغلاق بوابتها الجنوبية, والتي تعد المدخل الرئيسي لها, بحجة تنفيذ عمليات عنف وإخلال في النظام.
رئيس بلدية كفل حارس عبد الرحيم بوزية, يؤكد أن الوضع أصبح مقلقا ومرهقا لسكان القرية. ويتابع بوزية "بسبب إغلاق بوابة القرية, أصبحنا مضطرين لسلك طريق لا تقل عن خمس كيلو مترات لقطع مسافة لاتزيد عن عشرين مترا, وهذا يؤثر على المواطنين من الناحية النفسية والاجتماعية والمادية, والوضع أصبح لا يطاق بالنسبة لكفل حارس". 
ويضيف بوزية" المستوطنين يقومون بشكل متكرر باقتحام القرية؛ بذريعة أن بها قبورًا لأنبياء يهود، في حين أنها مقامات إسلامية صوفية تاريخية؛ حيث تعزو أسباب الاستهداف الاستيطاني للمقامات الدينية, إلى أهداف استيطانية بغلاف أيديولوجي وسياسي وديني، بإدعاء أن هذه الأماكن تخصهم منذ قديم الزمان." 
 سياسة عنوانها القهر, يمارسها الاحتلال بحق قرى الضفة الغربية, ولا سيما قرية كفل حارس, حيث أن قربها من مستوطنة أرائيل, جعلها أكثر عرضة لاقتحامات الجيش المتكررة, والتي تسببت في عديد من المشاكل لسكانها.
أبو نضال 51 عاما, سائق عمومي من أهل القرية يقول "كنا نضطر لسلك طرق بديلة لايصال الركاب إلى أماكن عملهم, ويحتاج ذلك لوقت أطول, مما يؤثر على عملنا بشكل سلبي خلال اليوم".
ويذكر أبو نضال أنه أصبح يستهلك كمية أكبر من السولار لسيارتهبسبب سلكه لطرق أطول وأن هذه الطرق كانت غير صحية, وتضر مركبته.
وتقول طالبة التغذية والتصنيع الغذائي في جامعة الخضوري بطولكرم بيان شقور "بسبب وجود بيتنا بالقرب من البوابة الجنوبية للبلدة والبرج العسكري, فإن المضايقات تتضاعف بالنسبة لنا, حيث نعاني من ضجيج مستمر, بسبب الجنود الموجودين بالبرج وصراخهم, وأحيانا غنائم الصاخب أثناء منتصف الليل, وإغلاق بوابة البلدة كان يعيق وصولي للجامعة في الوقت المناسب, حيث أن سائق السيارة كان يسلك طرقا بديلة أطول من الطريق المعتاد, وكان فيها نوعا من الخطورة أحيانا".
وتضيف شقور" إجمالا جميع أهالي القرية يعانون من مضايقات الاحتلال, بسب وجود مقامات دينية فيها يدعون أنها خاصة بدينهم, كما يتعرضون لمداهمة البيوت أحيانا, واعتقال أبنائهم في أحيان أخرى".
ومن الجدير بالذكر أن قرية كفل حارس المتربعة شمال محافظة سلفيت ببعد خمسة كيلو مترات, وعلى مسافة تبلغ, تعد من القرى الفلسطينية الواقعة في حرب 1967م, وتحيط بها بلدات دير استيا غربا, وقيرة شرقا, وحارس في الجنوب الغربي, وزيتا وجماعين شمالا
ويعود سبب تسمية القرية بهذا الإسم نسبة لمقام ذو الكفل, والذي يقع بالقرب من المدرسة الثانوية للبنات، وهو عبارة عن غرفة فيها قبر, ويدعي اليهود أن هذا الضريح يضم أحد الجواسيس الذين أرسلهم موسى عليه السلام إلى بلادنا ويسمى بالعربية ذو الكفل.
وإضافة لمقام ذو الكفل الذي تم ذكره, يوجد مقام ذو النون يوشع بن نون الذي يقع في وسط البلدة, وقبر ذي اليسع ، وبنات يعقوب والمعروف ببنات الزاوية.
ويقطن القرية حوالي 4,000 نسمة غالبيتهم العظمى من الشباب وطلاب المدارس، يعتمد السكان في معيشتهم على الوظائف الحكومية، والأعمال الحرة، والمشاريع التجارية، والحرف التي يجيدونها, وعلى الثروة الحيوانية وفلاحة الأرض، إذ يعد الزيتون المحصول الرئيس في القرية إضافة إلى زراعة الحبوب بأنواعها.
وتضم القرية عددا من المؤسسات التعليمية, حيث يوجد فيها عدة روضاتومدارس أساسية وثانوية للبنين والبنات تؤهل منتسبيها للتخرج من ثلاث فروع مختلفة (علمي أدبي تجاري), بالإضافة لمبنى البلدية، ومكتبة, وأربعة مساجد، وعيادة صحية حكومية, والعديد من العيادات الخاصة. 
وتناشد بلدية كفل حارس بين فترة وأخرى دعم البلدية للوقوف في وجه الاستيطان المستشري على حساب أراضي البلدة، ومد يد العون للتصدي لاقتحامات المستوطنين؛ حيث تحولت المقامات بعد الاحتلال عام 1967 إلى مسرح لزيارات المستوطنين.


  

هناك تعليق واحد: